الخميس، مارس 27، 2008

ثلاثة ايام مع الملائكة


رزقت ابنة عمتى مؤخرا بمولودين جديدين (توأم) وقد كان لديها بنوته و ولد :)

المهم ..ان المولودين الجديدين هما ولد و بنت ايضا :)

وقد مرت ابنة عمتى هذه ببعض الظروف ، مما اضطرت معه الى ترك منزلها لايام قليلة ...وكان المكان المناسب لتقيم فيه مؤقتا ، هو بيت جدتى الذى اقيم انا الاخرى فيه اقامة كاملة منذ ثلاث سنوات

حضرت ابنة عمتى ، ووالدتها (اللى هى عمتى) و الاطفال الاربعة ..واقاموا معنا فى المنزل - منزل جدتى - لبضع ايام ....


بغض النظر عن الزحام الشديد ..واضطرارنا الى النوم على الارائك نظرا لزيادة عدد الافراد عن عدد الاسرة(بتشديد الراء) ..وبغض النظر ايضا عن ضياع كل الايام -ما عدا اوقات الكلية- فى خدمة الاطفال ، سواء الكبار او المواليد الجدد ..الا ان هذه الايام كانت بحق من اسعد ايام حياتى ..وهى بكل ما تحمل الكلمة من معنى تجربة رائعة ..جديرة بان اكتب عنها



الجديد ليس فى التعامل مع الطفلين الكبيرين (حلوة الطفلين الكبيرين دى ) فلقد اعتدت على التعامل مع الاطفال منذ ان اقمت مع جدتى (ويامكتر احفادها الاطفال ما شاء الله )ولكن الجديد هو ..احساسك انك تمضى ايام مع ملائكة الارض ...احباب الله ..المواليد الجدد ...

طوال هذه الفترة ، كان ينتابنى شعور اننى اقوم بعمل حميد ..وهو الاعتناء بهؤلاء الملائكة ..وانى -ان شاء الله- بهذه الاعمال قد يكون الله حسبما اتمنى راض عنى ..وكان يسيطر على ايضا شعور بالهدوء و السكينة على الرغم من صراخهما المتواصل طوال الليل و النهار الا فى فترات قليلية ...



ما اود سرده فقط فى هذه التدوينة هو اللحظات الخاصة التى عشتها مع كل طفل منهم على حدة ..الولد و البنوته ..واه من البنوته هذه التى اسرتنى اسرا تاما ..لقد كانت اوقات رائعة :)

كنت احمل البنوتة معظم الوقت لانها تبكى اكثر من الولد ..ولا تكف عن البكاء الا اذا حملها احد ..وكم كنت استمتع بحملها بين زراعى ..وتنسم رائحتها الجميلة جدا جدا ..رائحة الاطفال المواليد ..مؤكد انكم تعرفونها ...



وبعد ان تنتهى عمتى من ارضاعها - اللى هى جدتها - احملها انا ..واظل اهزها بحركة خفيفية حتى تنام ..وما البث ان اضعها على الوسادة - حيث تستوعب الوسادة جسمها الصغير كاملا :) - حى تستيقظ ، وتبدأ فى الانين بصوتها الرقيق هذا الذى يميزها تماما عن أخيها ذى الصوت الغليظ نسبيا - بالنسبة لها طبعا - واستمر فى الارجحة حتى تنام الصغيرة الرائعة ..


احساس رائع وانت تحمل مولود صغير ..لا يفهم اى شىء سوء الطعام و النوم ...ومن الاروع ان تتأمل هذا الصغير وهو نائم على ساعدك..فى استسلام شديد ..حتى لو كنت تنوى ايذائه ..فهو نائم بكل براءة و استسلام..لا يدرك اى شىء ..جميل جدا :)



وعندما كنت احمل اى منهم اثناء استيقاظه..كنت اضعه بالقرب من قلبى ..وقتها احس بنبضات قلب الصغير ..احس بها قوية جدا ..استمر فى الصاقه بقلبى ..حتى تختلط نبضات قلوبنا ..فلا اميز اى منهم نبضات قلبى ..واى منهم نبضات قلب الصغير :) قمة الروعة



فى بعض المرات ..كنت احمل البنوته ..وما البث ان احملها ..حتى اجدها مستغرقة فى الرضاعة ..فى الواقع لم يكن هناك ما يمكن ان ترضعه ..سوى .... :) سوى طرف بلوزتى ..لانتبه بعدها ..واسحب البلوزة منها ببطىء شديد ..لاجدها مبلله تماما :) :)



فى هذه الايام الثلاثة القليلة ..كنت استيقظ لاجد الوليدين مستيقظين قبلى بساعة على الاقل ..وكنت اشعر ان الدنيا جميلة عندما يضحكان لى ..فهم يستطيعان الضحك الان، فعمرهما ستة اشهر ..وكم كانت سعادتى عندما يتابعنى احدهما بعينيه حتى اختفى عن انظاره..بدئا يعرفان شكلى جيدا ..او على الارجع تمكنا بشفافيتهماالشديدة ان يشعرا بحبى الصادق لهما ...



فى هذه الايام الثلاثة ..كنت انتظر مساءا سماع صوت اى منهم يبكى ، لكى اسارع بحمله ( قال يعنى عاملة جدعة ) فى الواقع كنت افعل هذا من اجل امتاع نفسى ، وليس من اجل عمتى او ابنتها :) :)



صباح اول امس ..استيقظت فى السابعة صباحا ..لاجد ابنة عمتى تستعد للعودة الى منزلها ..وكنت وقتها اعد نفسى للذهاب الى الكلية..سلمت عليها ، وعلى اطفالها الاربع بحرارة شديدة ..وذهبت الى الكلية ..وطوال الوقت افكر فى الملائكة حتى وصلت للكلية ...



رجعت الى منزل جدتى فى السابعة مساءا ..طرقت الباب -واعلم مسبقا انه لا يوجد سوى جدتى بالمنزل- واذ بزوج ابنة عمتى يفتح لى الباب ..توجهت مسرعة الى الغرفة التى كان ينام بها التوأم ( بعد ان سلمت على زوج ابنة عمتى بكروته )لاجد احباب قلبى مستلقيان على السرير ..وما ان رأنى حتى ارتسمت ابتسامة عريضة جدا على وجوههما ..ابتسامة كانت كفيلة بان تجعلنى اقفز فرحا من سعادتى برؤيتهما مجددا

امضيت ساعتين معهما ما بين مداعبة وارضاع و حمل ...حتى رحلوا جميعا عائدين الى منزلهم .ليتركوا بيت جدتى ساكن هادئ كما كان ..ويتركوا لى ذكريات اجمل ثلاثة ايام امضيتها مع بشر قط :)

الاثنين، مارس 10، 2008

يوم وحدى


هل تشعر بالسعادة عندما تمضى يوم وحدك ...بمعنى ادق .. ما هو الشعور الذى يسيطر عليك وقتها ...هل تكون سعيدا فعلا ...هل تشعر بالوحدة كما يسمونها و يصفونها بالموحشة ..ام لا يحدث تغيير ويمر اليوم كمثله من الايام ...وهل تحتاج الى ذلك اليوم ..اعنى هل تشتاق الى الوحدة من فترة الى اخرى ....

كلها اسئلة طرحت على ذهنى حينما قضيت يوما كاملا وحدى خارج المنزل ...حيث كنت فى مهمة بحثية فى احدى المكتبات العامة فى الجيزة ...والجيزة هو مكان بعيد نسبيا عن منزلى ...وقتها شعرت بالوحدة ...حيث انا وحدى ..فى مكان بعيد ..لم اعتد الذهاب له قبلا ...
وفى الواقع ... لا اخفى عليكم انه كان شعورا جميلا ...بل رائعا ...وقتها شعرت بنفسى ، وقد كنت اشتاق الى ذلك ..اشتاق الى الشعور بنفسى ...ووجدت نفسى فى شوق لهذا اللقاء ...كانما كنت انتظرة طويلا ، ولكن دون ان ادرى ..لقد كنت فى اشتياق للقاء نفسى ..اقترب منها ..واحتويها و اشعر بها .....
لا داعى للقول ان هذا كلام فلسفى ...ولكنه بالفعل كلام حقيقيى ...شعرت به شعورا تاما ..وكنت سعيدة بذلك الشعور سعادة بالغة .

المهم من ذلك اننى بعد ان عدت الى منزلى اخذت اسأل نفسى ... ما سرر هذه السعادة ..وهل هذا شئ طبيعى ....ام ان ذلك مؤشر لشىء غير جيد ...واخذت الاسئلة تنهال على فكرى ...فكان لابد من ..... طبعا تعرفون ...كان لابد من الحسم ...وذلك بتحضير كوب من الشاى الساخن ، والجلوس فى مكتبى مساءا ..حيث انا و القمر و الرقة و القلم ....

وبالفعل ...طرحت الموضوع من زوايا عدة ..وتوصلت من وجهة نظرى الضعيفة الى عدة مفاتيح اساسية فى موضوع الوحدة هذا انارت لى الطريق .
طبعا كلنا يعلم ان الانسان مخلوق اجتماعى من الدرجة الاولى ، يمضى ايام عمرة فى تعاملات مع البشر ، ويقضى معظم وقته ان لم يكن كله فى معاملات مع البشر ....ولكن لتتأمل معى هذا الحال ...الا يحتاج هذا الحال الى وقفة مع نفسك ..هل ستمضى حياتك كلها هكذا فى تعاملات مع الاخرين ...أعرف ان ذلك هو الوضع الطبيعى ..ولكن اين ذاتك ..ومتى تشعر بكينونتك ؟؟؟واين يحدث ذلك تحديدا .
اعتقد اننى توصلت لتفسير للسعادة البالغة التى انتابتنى فى ذلك اليوم ...وتفسير لسبب اشتياقى لمثل هذا اللقاء ..لقائى مع نفسى...واعتقد ان تلك السعادة الغامرة راجعة الى اشتياق الانسان ان يلتقى بذاته اخيرا ...اخيرا ساشعر بنفسى ...بعد كل هذه المواقف و الاحداث ...سأشعر أخيرا بذاتى ...لأجلس معها ...نتحدث سويا ..وقد اعاتبها ..وقد اصحح لها اخطائها ..وقد ارى ايضا ما لها وما عليها ...اى ان هذا اللقاء لابد منه من وجهة نظرى لتستقيم الامور ، وانه ليس لقاء على سبيل الترفيه ، او مجرد تغير جو ، وانما هو لقاء ضرورى ...ضرورى ان تجتمع بنفسك ...وترتب امورك ..وتصلح من ذاتك ..
اما عن السعادة التى انتابتى ..فهى ببساطة انعكاس داخلى لمدى حاجتى لمثل هذه الجلسات المنفردة مع نفسى ...لاننى لا اخفى عليكم انه مع الوقت ..ومع الاعتياد على اعمال معينة ...اصبحت اتناسى الغرض الاساسى من هذه الاعمال ..واقوم بها لغرض القيام بها ..او لاننى اعتدت على ذلك ........ لذلك ..كان لابد من مثل هذه اللقاءات التى تذكرنى باهدافى البعيدة ...والتى اتعهد فيما بعد ان تكون لقاءات مخططه مسبقا و منتظمة.

ولكن الخوف كل الخوف من ذلك الشعور الخبيث الذى دب فى نقسى ..حينما شعرت بالتفرد و التميز...وبلغ عندى فى ذلك الوقت درجة الشعور بذاتى الى اوجها...وهذا ما ضايقنى ...ولكن سرعان ما قررت ان اقتل اى شعور خبيث بالذاتية يتسلل الى نفسى ، وذلك عن طريق استغلال مثل هذه اللقاءات مع نفسى فى اعادة ترتيب الذات ، والتامل فيما فات ، والتخطيط للقادم ...
ولا داعى ايضا للمبالغة فى تعذيب الذات بسبب تسرب ذلك الشعور بالتميز الى قلبى ..فلاستمتع به دون مبالغة ..لان ذلك الشعور - رغما عنى او باراداتى- هو حاجة من الجاجات الانسانية الاساسية ..ولاتى لابد من اشباعها ...وهى الحاجة الى الشعور بالذات ... ولاذى قلما نشعر به فى هذه الايام متلاطمة الاحداث .

الأحد، مارس 02، 2008

طاب مسائكم


الليل والقمر॥ والورقة والقلم ॥ كلها مكونات لعالمى الخاص الذى انسج فيه من وحى عقلى أفكار عد॥ةوهذه الافكار تأتى لى ॥بل تتاتى لى وانا وحدى جالسة افكر


فكما يطوى القمر العديد فى صفحات الليل ॥زيطوى قلمى العديد فى صفحات كتابى


وفكرة العالم الخاص هى فكرة اصتنعطها لنفسى فى بداية حبى للكتابة ॥او على وجه الدقة عندما اكتشفت حبى للكتابة

فبدات اصنع فى خيالى هذا العالم الخاص الذى أنسج فيه من وحى عقلى الافكار

فمترادفات مثل ॥الليل ॥الظلمة ॥القمر ...الهدوء ॥الوحدة ...كلها اشياء كنت احبها بشدة ॥ولكنى كى اصنع لنفسى عالما خاصا ॥فقمت بتجميع كل هذه المكونات ॥وهذا المزيج الرائع انتج لى العديد من الأفكار التى أعتز بها

وسبب اعتزازى بهذه الأفكار ॥ليست لانها فريدة من نوعها ॥او لأنى اول من فكر ॥ولكن سبب اعتزازى بهذه الأفكار أنها جعلتنى شخصية مختلفة ॥على الأقل بينى و بين نفسى لا ارى انى غيرتقليدية ... وان الفكر هو الذى ميزنى

فانى ارى ان الفكر هو مفتاح اللغز ॥اى لغز

॥ومهما كان

ولناتى للبداية ॥حيث بدايتى فى التفكير ... فلنذهب قبل ذلك قليلا...عندما كنت صغيرة ॥طفلة صغيرة... كان الجميع يصفونى بانى حساسة ...حساسية مفرطة ...هذا ما اتذكرة جيدا॥ولكنى اعتقد ان بدايتى الحقيقية أتت منذ بدأت التفكير ...حيث بدات فى تناول أفكار مثل ॥لماذا انا مخلوقة ... ولماذا خلقنى الله انا تحديدا ... وهل الله غنى عنا ...المهم ان هذه الأفكار ما بدأت و ان اصارح بها والدتى ...حتى هاجت و ماجت كما يقولون ...ولعل ذلك كان فيه الخير لى ...فمنذ ذلك الوقت بدات أتوصل الى الأفكار بذاتى ...والى مفاتيح اللغز

وبالطبع كانت هناك فترة انتقالية عصيبة ...وهى الفترة التى كنت أحاول ان اجد فيها مفاتيح للألغاز التى بدات الصغيرة فى أكتشافها ॥وكم تمنيت الموت كى اتخلص من ألم التفكير ومعاناته ...فعلى الرغم من كون التفكير جميلا و هاديا الى الصواب ...الا انه ايضا شاقا متعبا مجهدا

ومنذ ذلك الوقت وانا افكر ...واكتب ...واعود لافكر فى شىء اكتبه॥او اكتب شىء فكرت فيه ...وهكذا ...فانى ارى انه بالنسبه لى ...التفكير و الكتابة وجهان لعملة واحدة