الجمعة، نوفمبر 11، 2011

خطًاء

من الجميـــل ان نخطأ، من الجميل جدا، لا لنتعلم من اخطاءنا، ولا لنشعر بالذنب فنسعى للصواب، على الرغم من انها اسباب مهمة ايضا، ولكنها غير كافية لأن تجعل الخطأ جميلا، انما فقط تجعله معلم ومرشد للطريق الصحيح، مع كثير من التـأنيــب والعتــاب، وربما الندم والخـجـل.
ولكن ما يجعل الخطأ جميـــل جـــدا، انه كفيل بأن يكون مـــبـــرر قوى يسوقه كل منا للاخر عندما يخطأ، وانه يكون منــبـه ومــذكـر بأن نتقبل الأخر كما هو بأخـطـاءه وانـسـانـيـته، وجميل لكونه ســبــبــا وجــيــهــا للابقاء على الـعفـو و الـتـسـامـح كفضائل فى نفوسنا.

الاثنين، أبريل 25، 2011

ماشى بنور الله

تتردد هذه الانشودة فى اذنى كومضات خفية منذ يومين، اسمعها هذا الصباح بقوة، ارددها وانا اعد كوب الشاى وحالتى المزاجية بائسة، اقرر ان ارتدى اى شئ للذهاب للعمل، اقلب اللبن فى الكوب.

ماشى بنور الله مااااشى ...

اشعر بانفراجة فى نفسى، افتح الدولاب، اقرر ان ارتدى زى شبيه بالرياضى وان ارتدى "الكوتشى" القديم من ايام الجامعة.

ماشى بنور الله ماااشى .. ماشى بنور الله ماااشى ...

اشعر ببهجة كبيرة عندما انظر فى المرأة، وقع الالوان البينك و الموف مع الكوتشى حقا يسعدنى، اتذكر ايام ان كنت طالبة فى الجامعة، الصحبة، النشاط.
نسمة هواء صيفية صباحية تنعشنى عند الخروج من باب العمارة.

وباركلى فى عيالى.. وف صحتى ومالى ..

ابتسم فى محطة المترو عندما اجد انهم خصصوا فرد أمن فى المحطات المزدحمة ممسك بعلم اخضر كبير يشير به للسائق عند اقفال ابواب المترو للتأكد من سلامة الركاب.
ارى فرد أمن اخر اعرفه واعجب به انا كثيرا، اطلق عليه "الهمام" يؤدى عمله بقمة الجدية، مدرك انه مسئول عن امن و سلامة الركاب.
اتأمل اناقته وشعرة الكثيف المفروق "جمب جمبين" اتسأل لماذا هو بذلك الحماس لمثل هذا العمل، وكيف يهتم هكذا بشعره، اتعجب من حذائه دائم اللمعان، افكر فيما ورائى من عمل، اشعر برغبة كبيرة فى انجازه.

وف كل اعمالى .. اسعى الى مرضاه
ماااشى .. ماااشى .. ماشى بنور الله

اخر مرة ارتديت "الكوتشى" رأيت كريستين زميلتى فى الجامعة، واخبرتنى ان زفافها بعد يومين. افرح جدا عندما ارى اى شخص صدفة له ذكرى ماضية، لا ادرى السبب، ولكنى اشعر انه شىء خاص يحدث لى، وهو شىء متكرر الحدوث.

منك يا رب الهدى والمعصية منى .. يا رب
ولىّ عندك غنى وانت فى غنى عنىّ .. يا رب

يشد انتباهى حديث قيم لفتاة امامى لا اراها من الزحام، وانما استمع لصوتها، تتناقش مع صديقتها فى رصانة وهدوء، انظر اليها لاجدها فتاة كفيفة لها هى الاخرى ذكرى ماضية. كانت ممسكة بيد صاحبتها، شعرها وملابسها فى غاية النسق. كنت قد رأيتها منذ اربع سنوات حين كنت فى الجامعة، رأيتها فى المترو ايضا، وكان بصحبتها صديقة اخرى مخلصة، وكانت هيئتها وقتها منسقة جدا. اتذكر اننى تاثرت كثيرا وقتها و تسألت فى نفسى هل اهلها على امل ان تتزوج هذه الكفيفة الجميلة و يصير لها حياة عادية كباقى البنات؟
انتبه و صاحبتها تأخذ بيدها الى احد المقاعد الخالية، تصفف لها بعض الخصلات المتطايرة من شعرها الجميل، اتأمل صديقتى الكفيفة عن قرب، لاجد دبلة لامعة فى يدها اليمنى.

فى رحمتك اية .. ومحبة و هداية ..
وف كل شئ اية .. بتقول تعالى الله ..

اصل الى قمة حالات الانفراج النفسى، اجرى بعض المكالمات التليفونية الهامة، اؤكد على ابى ميعاد الطبيب، احب ابى كثيرا، اشعر بتداخل كبير فى مشاعرى ورغبة فى البكاء السعيد.
احضر نفسى للنزول فى محطتى، انظر الى صديقتى نظرة اخيرة، اجدها هى الاخرى عند باب النزول، وفى الخلفية يصيح النقشبندى ...

ولا عمره شمسه تميـــل .. اللى قصد مولاه ...

الأربعاء، أبريل 06، 2011

فراق



دائما ما تعودت على اخفاء صغيرتها "الدمية" فى غرفة الخزانة الصغيرة بمنزلهم التقليدى، وكانت دائما ما تقبلها مساءا وتضعها فوق احد السجادات الملفوفة والمكسوة بملائات قديمة. فى هذا المكان ستكون دميتها الحبيبة بعيدة عن اعين اختها الصغيرة اللعينة.
فى يوم العيد دخلت لتستحم "حماية العيد" ممنية نفسها بأن تخرج لدميتها لتكسوها فستان العيد الخاص بها هى ايضا، والتى صنعته لها جدتها من بقايا قماشات صغيرة.
خرجت ففوجئت بامها وهى تنفض السجادة الملفوفة بكل قوتها من الشرفة، واختها اللعينة تقف جوارها ناظرة للاسفل، مشيرة بسبابتها الصغير اللعين فائلة بعض التمتمات "اروثــة .. ثــارع"، ففهمت هى على الفور ان عروستها قد سقطت سهوا من امها اثناء عملية تنفيض السجادة.
غير مبالية، اتجهت مسرعة بشعرها المبتل الى الشرفة، لتجد عروستها صريعة فى مجارى الشارع، وقد استحالت الى لون اسود.
اسرعت الى درج "الشربات" والتى كانت تخبأ به فستان عروستها الجديد، اتت به، والقت به من الشرفة، ليستقر بجوار عروستها عسى ان تستمتع به فى وحلها. نظرت الى دميتها نظرة اخيرة، وقد علمت انه الفراق .. عادت لغرفتها فى صمت.