السبت، يناير 24، 2015

مرارة البعد

من قال ان فى البعد اشتياق قد اخطأ كثيرا .. يحمل البعد الالم والذكرى ولا يحمل شيئا دونهما .. وان لم تكن الذكرى حانية بما يكفى لاذابه مرارة البعد .. فسيبقى دائما المرار!! 

اعتدت الدمع وانا التى لم اكن ابكى واتعجب لنفسي كثيرا . لا ادرى اهذه هى الدموع التى ترققنى كانسان .. ام انها تلك التى تجترنى الى الدنيا وما فيها .. الحقيقه كما يجب ان ارها .. الالم والحزن ولا شيئ سواهم الا القليل جدا ..

اتذكر عمتى دائمة البكاء والتى اعتقدنا دائما بانها تبكى دون غيرها لرقه قلبها ولحنوها الشديد على اي وكل شئ .. علمت الان يا عمتى  المسكينه لماذا اعتدتى البكاء وسارت الدموع علامتك الدائمة .. انه الآم الذى تجرعتيه كئوسا فى حياتك .. والذى صار كشرارة متأججه لا تمهلك الا وتشتعل فى اقرب موقف  ..

اتامل تلك الحياة التى انا فيها وتلك التجربه الجديدة .. اتأملى حالى السابق واتيقن من اننى كنت سعيدة هانئة دون ان ادرى .. اهون على نفسي باننى على الاقل لدى تجربه اعيشها حتى لا يكون حزنى اصطناعى وبكائى افتعالى وحكايتى هى مجرد ورق فى الكتب .. وجود الالم يكفى ليشعرنى باننى حقيقيه ..

تعلمت مؤخرا ان كل ما يلمع ما يلبث الا ان ينطفئ .. تماما مثل النجوم البعيدة المنال .. ولكن ما ان اقتربت منها تجدها كتلة صماء ولا شئ .. اتامل "دبلتى" الللامعة تلك فى يدى . واتذكر كل ما لمع معها من احداث وافكار .. اعلم تماما انها ستنطفئ كالنجمة .. وان لمعانها ما هو الا اشتعال مؤقت .. وانها هى مؤقته ايضا تماما مثل بقية تجاربى!!